السبت، 10 يناير 2009

سياسه المواصلات 3

نيجى دلوقتى للسياسه العالميه ...السياسيه اللى عدت البحار والجبال ...الطيراااان

ممكن كتير ما ركبوش طيارات قبل كده "احسن والله" ...بس عايزاكوا تعيشوا معايا اللحظه ......

الناس بتعتبر ان بمجرد الدخول للمطار هما كده فى عالم تانى ...مافيهوش اى حواجز وان الناس كلها اصحاب وعارفه بعض

عادى يعني....

ويا سلام بقى جوا الطياره ....ممكن حد يحكيلك قصه حياته كلها بمجرد ان انت ابتسمت فى وشه .....فكرت ساعتها فى خدعتين ...اول واحده وانا فى المطار

انى احط السماعات فى ودانى واشغل اي حاجه .....عشان ماحدش ييجي يكلمنى ...ولكن هيهاااااات.....

تانى خدعه انى اجيب قصه معايا اقرا فيها ...عشان برده ماحدش ييجي يكلمنى

ولكن برده هيهياااااات...وياريت بتيجى على كده وبس....

الرحله الاولى ....

من المعروف بتاخد تذكرتك تروح تقعد فى مكانك وتستنى الطياره انها تطير ....فجأه واحده جايه بعيل صغير ....رمت العيل على حجرى ....ثانيه واحده بس اطلع الشنطه ....وقعدت وارتاحت وتقريبا كانت هتنام والولد على رجلى ...قولت طفل صغير العب معاه عادى يعنى "نيتى بريئه والله " ....لقيته مسك النضاره رماها فى الارض ....ليه كده يا حبيبى بس .....مسك الكتاب اللى فى ايدى رماه على الارض برده ....

والدته قررت تتدخل ....ليه تعمل فى خالتو كده بس ......خالتو!!!!!!!!!!!!!!!!

ده انتى فى سن والدتى ......عديتها وسكت عاااادى ....

حبه كمان والولد عيط ...جعان الله .....

فجأه لقيت الولد على حجرى والببرونه فى ايدى وبتقولى أكليه ....تقريبا بتتبع مبدأ " ارمى ابنك على اللى جنبك " ......

الرحله التانيه ....

نفس التذكره وتروح تقعد فى نفس المكان وتستنى الطياره تطير وييجى الناس جنبك ....

اول ما الطياره بتطير ...ألمضيفه بتقول ارشادات فى حال لو حصلت حاجه خطر...واحده جانبى بقى "غير بتاعه الرحله الاولى" ...يعنى احنا لو حصلت حاجه هانقعد نفكر نربط ايه ونفك ايه احنا هانطلع نجرى على طول ..لسه ماخلصتش كلامها وفجأه .....أيها الساده الركاب نأسف لوجود عطل بالطائره وهانضطر نرجع للمطار....ماقدرتش اعمل حاجه غير انى ابصلها شذرا ..."نشنت يا فاااااااالح".....بعد ما رجعنا ...فجأه ....انا بتخنق مش قادره ...مش عارفه اخد نفسى ...حد يلحقنى ....وهي قايمه ..مالت عليا فى ودنى ..خلى بالك من الشنطه عشان فيها فلوس !!!!!!!!!

الرحله التالته.....

وصلت للكرسى ....وهنا تبدء المأساه ....قاعده فى النص ....ست كبيره هاتقعد جنبى ...وراجل كبير من الناحيه التانيه ....

الراجل بيكلم الست ....الا قوليلى يا حاجه ...عملتى عمره ...اه يا بنى ...حجيتى ....اه ...يبقى ما فضلش غير الجواز ....وهاهاهاهاهاها ....

لقيته هايلفلى انا ....قالى وانتى يا بنتى ...عملتى عمره ....حجيتى ....يبقى ما فضلش غير ايه ؟؟؟ ....مافضلش غير الجواااز .....ونفس ال هاهااهاهاهاها

وفجأه قعد يحكيلى انه هايروح للحاجه فى مصر القديمه ...بس هاتكون نايمه ...يالا هي ونصيبها بقى ....وبعدين هاعدى على عيالى واروح اسكندريه ..اللى عايز ييجى ييجى ...واللى مش عايز براحته .....

عارفه يا بنتى الحته اللى انا فيها قعدت يومين تمطر تراب ....انتى مش مصدقانى ...طيب والله كانت بتمطر تراب ....انا برده كل ما اقول لحد يستغرب مش عارف ليه!!!! ....

وبعد ما فقد منى الامل وانا حطيت وشى جوا الكتاب اللى فى ايدى ....

لقيت الحاجه مسكتنى ....عندها 72 سنه .....وللاسف كانت بتحكيلى ال 72 سنه يوم يوم من حياتها ....وحداكى ولدى الباشمهندس عادل باشمهندس زراعى ...والولاد عندى شبه ابوهم انما البنات شبهى انا ....والحاج قالى لو مانزلتيش هازعل منك ..و...و...و.....

قبل ما تركب اي طياره ...لو شكلك مايجبش اجنبى وتعمل نفسك مش فاهم ...اعمل نفسك اطرش ....او ممكن ......ولا اقولك انا جربت كل حاجه ...مش هاينفع ...امرك لله

بس ابقى خد قرصين بروفين قبل ما تقعد على الكرسى .....

سياسه المواصلات 2

نتكلم بقى عن التاكسى

يااااه ....مش عارفه ابتديه منين ...التاكسى بيمثل احتكاك مباشر بينك وبين السواق ...فى المكان ...الاجره ...والحديث اللى هايفتحه طول الطريق وانت وحظك بقى ....مشوار للمطار ...ولا لاول الشارع

تاكسى...جامعه القاهره ؟...

تؤ وبعدييين بقى ...لازم الجامعه يعنى ...

( ما لو مش عاجبك ما تقول لا وخلاص لازم يعنى تحسسنى انك رجل اعمال )....اه ياريت

طيب اركبى ....عارفه هاتدفعى كام يا انسه ولا هانروح هناك نشد فى شعور بعض...

!!!!!!!!!!!!!

لا انا احنا ما اتفقناش على كده ....شد شعر اييييييييه......انا ماحدش يشد شعرى ....شد شعر لا

وصلنا لمنطقه زحمه شويه ...فطبيعى انى مش لازم اتحرم من بعض التعليقات ...والتقطيم طول الطريق...

يوووه على الزحمه ...كان زمانى عامل مشوراين غير ده ...انا مش فاهم ايه المواعيد دى ...

طبعا انا عامله نفسى عبده العبيط ...قولت ابسط طريقه ادخله فى السياسه

يعزوووها زى عنيهم

تفتكر الزحمه دى من اييه يا اسطى ...اكيد حد معدى من الناس المهمه..

قالى ايوووه على رأيك ...تلاقى حد من الوزرا رايح يزور حماته ...فيقفلوا الطريق...وعقبال بقى ما تقوله خد لقمه ...واشرب حاجه ...والعيال وحشونى ...وتأكله بإيديها نكون احنا ولعنا ...بلد .............

كان لازم اسكت هنا بقى عشان مايتقبضش علينا!!!بس تفتكروا كان رايح يزور حماته !!

تاكسى ...(قولت مش هاقول جامعه القاهره واقول الكليه )....كليه فنون تطبيقيه...

وكان معايا لوحه كبيره شويه ...جيت ادخلها ...لازم اخدلى تعليق

ادى اللى اخدناه من الفن وسنينه ...اما انتوا مش قده بتدخلوه ليه...

معلش يا اسطى ...تنسيق بقى ...

الا قوليلى يا انسه ...انتى ازاى فى كليه زى دى ...انتوا عندكوا مواد بتدعوا الى الإلحاد

يا نهااااااار....إلحاااااد!!!!!!!!

إلحاد إيه يا اسطى ...احنا كليه عمليه وبناخد فيزيا وكيميا ومواد فنيه عمليه و....

برده ...انا بنتى عايزاها بس ابدااا...عمرى ما هادخلها كليه تكفرها بربنا...

مالقيتش غير ....استغفر الله العظيم .....

وفى بقى تاكسيات عندها امكانيات خاصه ...تبقى راكب والدنيا بتمطر وطبعا مش المساحات هى اللى تشيل الميه من على الازاز ....اكيد لا

تلاقى السواق وهو سايق يطلع بره الشباك يمسح الميه بحته قماشه ....سوااق كفاااءه ...

او تبقى راكب يقف بيك فى نص الشارع ...عادى جدااا...ينزل تحت العربيه يمسح العجله ويطلع تانى ......(مع اوكسى ...العجل اكثر بياضا..)

ويا سلام بقى لما الكرم ياخدهم ....عصير يا انسه ؟ ....لا شكرا ....والله اتفضلى ....ربنا يخليك ....ما تاخدى والله .....( صبرك يااااااااااارب) .....شكرا يا سيييييييييييدى................انتى حره ..انتى اللى خسرانه ...

سياسه المواصلات 1

غريبه وسائل المواصلات دلوقتى لكل مواصله سياسه شكل

مثلا الاتوبيس "لازم تكون واد مدقدق ومفتح منعا للحوادث" اما المترو "لازم تعمل نفسك عندك كساح وشلل رباعى عشان تعرف تقعد او تتبع سياسه عبده العبيط وتزنق نفسك بين اتنين لحد ما واحد يقوم "اما التاكسى وهو من روائع المواصلات "حتى لو اتبعت سياسه الاخرس ده مش هايرحمك من محادثه السواق الرائع اللى فاهم كل حاجه واكتشف فجأه انه راهب الفكر توفيق الحكيم "

اما الطائرات " فمش عارفه لحد دلوقتى دى نمشى فيها تبع اى سياسه ....ليها سياسه عالميه ...مطار بقى "فاضل بقى كبيير الكل الميكروباص "لا تعليييييييييق"

تعالى بقى فى اول سياسه (الاتوبيس)"لازم تكون واد مدقدق ومفتح منعا للحوادث"

الواحد اول اما يركب الاتوبيس وكمان اتوبيس مكيف يعنى ابو 2 جنيه وساعات 2ونص يتوقع انه يلاقى معامله تانيه غير بتاعه ابو جنيه وبريزه "اللى بقى بجنيه وربع عشان البنزين "

تلاقى السواق مش طايقك ولو ليك باقى وواقف مستنيه يقولك ماتدخل تقعد هو انا يعنى هاكله عليييك ولا يعنى انت هاتختفى من الاتوبيس وتبدء قصيده ماتفهمش سببها....

تدخل ما تلاقيش مكان " اول القصيده" شويه والاتوبيس يبقى على اخره وتلاقى الناس واقفه عليييك "اومال لو كان بنص جنييه كنتوا عملتوا ايييه ....النجدددده" شويه ...ايه ريحه الدخان دى يا جماعه ..حد بيشرب سجاير هنا ...الله الله دى جايه من فتحه تكييف ...الاتوبييس بيولع يا اسطى ...بيولع ايه بس بطلوا المبالغه دى ...مش ناقص غير واحد يرش شويه ميه تقولوا بنغرق ...

ايه الرد الغريب ده...!

الدخان بيزيد وناس ابتدت تدووخ ...لا الموضوع بجد بقى ....على جنب يا اسطى

عللللللى جنننننب...

وينزل وهو عمال يشتم فى الناس والركاب ...قال ايه بيموتوا طيب وفيها ايه ...ما يستحملوا ما انا سايق طول النهار ....ومايمنعش برده من كام نظره شذرا لكل واحد..

اتوبيس تاااانى ...

(يارب الاقى مكان بقى ...ولو ليا باقى هاسيبه ...صدقه برده ...)

الحمد لله لقيت مكان ..هاقعد يا سلاااااام ...

ايه اللى بيلعب ده ..هى شنطتى بتتحرك لوحدها ...راكبها جوووست ولا ايييه...

تبص تلاقى اللى جنبك ايده فى شنطتك ....خير حضرتك انت فاكرها ساندويتش هتاخد حته ...والغريب انه يبصلك ازاى قفشته بيسرقك ..انت اتجننت ...

على جننب يا اسطى فيييه حرااامى ...

حرااامى ايه يا انسه ..ده انا كنت بعدلهالك ...

لا فيك الخير والله ...بتراعى مشاعر الناس ...حونين....

استنى يظهر سوبر مان يجيبلى حقى ......لا حياه لمن تنادى

قومت بكرامتى قعدت فى مكان تانى ولكن هيهااااات

فجأه هزه عنيييفه فى الاتوبيس "برئ يا بيييه ...برئ"

ايه ده ..ده مش غزو ...

ده بكل بساطه عربيه ملاكى دخلت فى الاتوبيس " اللى يعيش ياما يشوووف "

نص العربيه جوا الاتوبيس ..."ماتقولش ايه ادتنا مصر ...قول احنا ادينا ايه لمصر ....نص عربيه ملاكى ...!"

ويا ترى ليييه ...عشان السواق كان مزاجه ينزل يجيب شاى ...

ويتبع هنا السواق سياسه خدوهم بالصوت لا يغلبوكوا....

الاتوبيس السحرى!!!...

قالولى لما تحبى توقفى اتوبيس شاوري للسواق ....ده كان زماااااااان...

دلوقتى عشان تحب توقف اتوبيس لازم تكون رياضى كده ....وتعتبر نفسك فى مسابقه جرى ...تشاور يقولك حصلنى ...واطلع اجرى بقى يا معلم ....

طيب لو مش شاب رياضى ومش هاتلحقه ....انا لسه مالقتهاش حل ......بس انصحك احفظلك كام تعويذه كده ....للانتقام برده ...يعنى ما وقفش ..فيه عجل يتفرقع ...ازاز يطق ....

ده كان ابو 2 ونص ...اللى يمكن يبقى ب 3 عشان البنزين ...

او عشان السواق منزنوق فى كوبايه شاى برده ...

من الاخر لو انت شاب مدقدق ورياضى ومايمنعش تتعلم حبه رياضه ..الله اعلم برده ..

ماشى بمبدأ "الرجوله هز اكتاف مش ادب "

يبقى توكل على الله وقول التعويذه ....!

الجمعة، 9 يناير 2009

ألصندوق الخشبي


وقفت تتأمل ذلك الصندوق الخشبى ...تفاصيله الجميله...وروده المحفوره...ملمسه الرائع ...فتحته قليلا ...استمعت الى تلك النغمات تتصاعد فى تناغم على افرع الورد المحفوره وكأنها مجموعه من راقصات الباليه .....تذكرت يوم أخذت هذا الصندوق....ذلك اليوم ...

"موعد الزياره سينتهى فى خلال عشر دقائق" أفاقت "منى" على صوت الممرضه لتنبهها بموعد الزياره ...
ألقت نظره على الشخص الملقى على السرير غائب عن الوعي ...لم تعلم من هو ...ولكن لقد وضعها القدر فى طريقه لسبب ما ..لم تكتشفه بعد ...

كانت عائده من عملها عندما وجدت سياره إلى جانب الطريق واضح عليها أثر حادث عنيف ...شخص ملقى على الأرض فاقد الوعي ...لم تعلم ماذا تفعل ...حاولت ان تبحث عن مساعده ..عن اي شخص ولكنها لم تجد ...حملته بصعوبه داخل سيارتها واتجهت به إلى أقرب مستشفى ...

طلبت منها عامله الاستقبال ملئ استماره ...ولكنها لم تعلم الإسم ..العنوان ..رقم الهاتف...قررت الرجوع إلى مكان الحادث لعلها تجد شئ...بحثت داخل السياره عن اي ورق يدل على شخصيته ...لم تجد ...لم تجد سوا ذلك الصندوق الخشبي ...فتحته ولم تجد سوا تلك الانغام الساحره ...

قررت العوده إلى المستشفى للإطمئان عليه ....وكانت الشرطه قد أتت للتحقيق فى الحادث أخبرتهم بما حدث وأنها لم تجد له اي هويه وأنها لم تجد اي شئ فى السياره ...ولسبب لم تعلمه لم تخبرهم عن الصندوق وقررت الاحتفاظ به لنفسها ..فما الضرر من عدم معرفتهم له ...

"الزياره انتهت" أفاقت مره أخرى على صوت الممرضه معلنه نهايه الزياره ...نظرت إليه مودعه ...تحتضن الصندوق بين يديها ....

جلست فى شرفه المنزل ...جررت كرسيا لتجلس عليه .....جلست تتأمل الشارع ...كم تبدو تلك المنازل جميله ليلا ..وحزينه ايضا ....كل نافذه تطل على قصه ...على أحداث منها الحزين ومنها السعيد ...
لم تعلم ماذا ربطها بهذا الشخص فى خلال الشهرين الذى ظلت تتردد عليه فيهم ...فالشرطه لم تعثر له على هويه..والسياره بلا أرقام!!...ولم يظهر أحد للسؤال عنه... وكأنه ظهر من العدم...ولا تعلم عنه شئ سواء ذلك الصندوق
....تذكرت الصندوق "أين وضعته ؟" أتت به ..إستمعت لتلك الموسيقى الساحره مره أخرى ..شعرت بإرتياح جميل ...كما تشعر دائما عند سماعها تلك الموسيقى ...باغتتها أختها الصغيره من الخلف كما تفعل دائما ممازحه معها .."انت هنا إذا وانا ابحث عنك.." سقط الصندوق منها ....ونظرت إلى اختها الصغيره معاتبه لها ما حدث ...وقالت لها " ماذا تريدين الاّن ؟ ....ألم اتركك من خمس دقائق فقط"..أجابت أختها فى مرح " حسنا حسنا ...لقد كنت أمزح معك فقط " وتركتها ورحلت ....
أتجهت الى الارض حتى تأتى بالصندوق ...ولكنها لاحظت شئ لم تلاحظه من قبل ...إنهم حرفين منحوتان فى ظهر الصندوق "ك.أ" ...الى ماذا يرمزان ..هل يتنميان إلى صانع الصندوق ...ام انهم من اسم صاحبه ...وظلت تتسائل هل من الممكن ان يكونا أول حرفين من اسمه ..لعله "كريم" ...او لعل هذين الحرفين بهذه أهميه ......
قررت ان تخلد الى النوم ولكن بالها كان مشغولا كثيرا بالحرفين "ك.أ" ..إلى ماذا يرمزان ...ماذا ؟ ؟

استيقظت اليوم التالى ...جلست بضع دقائق لتستعد ليومها ...ذهبت إلى الحمام ...غسلت وجهها ...تأملت تلك الملامح فى المراّه..."ماذا ستفعلين اليوم ؟ ...ما الذى سيواجهك؟ ...هل ستحققين حلم من احلامك ؟..اليوم ؟ ام الغد ؟..ام يوم لن يأتى!!!"وضعت رأسها تحت الماء حتى تذهب تلك التساؤلات بعيدا....

ذهبت إلى عملها ولكن كل ما كان يشغل بالها ...الصندوق ..الحروف ...هذا الشخص الفاقد الوعي ... قررت بعد الانتهاء من عملها ان تزوره اليوم ايضا ...

تجلس أمامه ...تكاد تجن من كثره التساؤلات التى فى عقلها ...."من انت ؟ حدثنى ..اخبرنى ...هل انت إنسان مميز ...ام إنك مجرد شخص مثل الكثير منا ..."
انتظرت فتره ...ظنت انه سيجيب عليها ...ولكن لاشئ مجرد صمت ...
" هل كنت طبيب ...مهندس ....زوج ...أب ..."
" سأكتب لك كل يوم قصه صغيره ....قصه انت البطل ...لعلى اتوصل من انت بالحقيقه ..او لعلك تستيقظ يوما وتخبرنى بالحقيقه ..."
قررت زيارته كل يوم ....تخيله إنسان جديد كل يوم ...والانسان القديم مجرد ورقه تضعها فى الصندوق ....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جهزت ورقه وقلم ...."بماذا نبتدأ اليوم ..؟ حسنا فلتكن اليوم صديق ...ما الذى من الممكن ان يحدث بيننا ؟ ..."

نظرت إلى تلك العقارب تسير فى بطء ..أعد الثوانى حتى تدق الثانيه ...وقت الاستراحه ...ضغط العمل اليوم كان اكثر مما اتحمل ...هيا تحركى ...أنها الثانيه اخيرا ..
خرجت لاستنشق بعض الهواء النقي....احدق بنظرات خاويه فى ذلك العالم الخارجى ...."منى ...ما بك ؟ " افقت من شرودى على صوت كريم زميلى بالعمل ..." لاشئ ..." اجبت فى فتور ..."كيف حالك أنت ...وما أخبار العمل ؟" أجاب علي فى حماس شديد " بأفضل حال لقد عقدت اليوم صفقه العمر " ..."جيد" ...
"ألا زلتى لا تحبين العمل ؟!"..."من قال هذا! ...فأنا أئتى كل يوم ...أليس كذلك ؟" نطقتها وانا لا أعلم هل ما أقوله صحيح ام خطأ ...
تلك الوظيفه ..تلك الجامعه ...أكانت من اختيارى ..ام من اختيار ال...."منى ...سأقول لكى ما كنت تخبرينى به دائما أيام الجامعه ....إن لم تعمل ما تريد ..فإياك أن تعمل ما ترفض ....أليس تلك مقولتك؟.."
نظرت إليه بتلك النظرات الخاويه التى تخاف من المجهول...لا تحمل معنى ...كما تحمل حياتى ...لا معنى .. لقد كنت فى حاجه إلى سماع تلك الجمله بعد أن دفنت مع كثير من قصاصات ذكرياتى ...


توقفت "منى" عن الكتابه ....نظرت طويلا إلى تلك الجمله ....طوت الورقه "كفى اليوم كصديق ...." ...فتحت الصندوق ...وضعتها بداخلها ...فلنكمل غدا..شخص اخر وحياه اخرى ...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" ما رأيك اليوم ...ماذا ستكون ...حبيب ...فلتكن إذا ...."

جلسنا فى أحد المطاعم نتناول الغذاء ...نظرت إليه فى امتنان ...امتنان لكل ما جعلنى أشعر به فى يوم ...لتلك الدبله التى تزين إصبعى...
"لماذا لا تأكلين ؟..." احمر وجهى خجلا وقد شعرت أنه فهم معنى تلك النظرات إليه ...
" منى ....أريد أن اخبرك شيئا هاما " لم تعجبنى تلك النبره قط فى صوته ...تلك النبره التى تخبرنى بقدوم شئ ...شئ لن يسرنى ...
" لقد وقعت اليوم عقد عمل بالخارج ..." ...وقع علي الخبر كالصاعقه ..لم أفهم معناه فى بدايه الأمر ...عقد عمل ...بالخارج ...وقع ..." وأمى .." نطقت تلك الكلمه بصعوبه بالغه ....أطرق رأسه ...لم اعلم هل عن حزن ام ندم او خجل ...." انت تعلم أن امى مريضه ولن استطيع تركها وحدها مهما كان .."
" أعلم ولكن ..." ...." ولكن مستقبلك أهم ...أنا أفهم الان .." نزعت ذلك القيد الذهبي الذي طالما شعرت أن لوجوده نهايه ..." وانا امي أهم " وتركته وعلى وجهه مزيج من التساؤلات وعلامات التعجب ......


توقفت عن الكتابه فلقد لاحظت ان كل ما ستكتبه يعبر عن مشاعر حزينه بداخلها ...او لعلها مواقف مرت بها ...او مواقف تريد محوها من ذاكرتها ....وأن كل قصه لن تكمل ..وإن أكملتها فلن تنتهى كما تريد ...
"فى الغد نكمل .." وطوت الورقه ووضعتها فى الصندوق ......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" بماذا سنكمل اليوم ....أخ ام زوج ام أب ....فلتكن أب.."

" لقد نجحت ..نجحت ...." نطقت تلك الكلمات فى سعاده بالغه ...لقد نجحت " أبى ..أمى ...لقد نجحت ..." أخذت أبحث عنهم فى أنحاء الشقه حتى أخبرهم ...تلك اللحظه الذى ننتظرها جميعا ..يوم أنهى دراستى ...يوم أن تظهر النتيجه ...أرى الفرحه فى عيون أبى وأمى ...أن أرى تلك النظره ...فقط تلك النظره ...
" أين ذهبوا ؟ ..." ....وجدت ورقه صغيره ...نحن فى المستشفى ....اظلمت الدنيا أمامى فجأه ...لم أستوعب لماذا؟ ...أم من ؟....
أتجهت فى سرعه إلى أسفل ...أوقفت سياره أجره ....ذهبت إلى المستشفى ....
وجدت أمى ...أخى ..أختى ..الحمد لله إنهم بخير ....ولكن " أين أبى ..؟"
نطقتها فى خوف ...
نظرت أمى إلي نظرات لم افهمها ....لم أفهم سوا تلك الدموع ...الدموع التى أجابتنى عن سؤالى ....
"ولكنى ....ولكنى ...." أحتنضتنى أمى فى شده ...وأخذت تبكى وبصوت مخنوق " انا اعلم .." ...
" لا يا أمى ....لم أستطيع أن أخبره إنى نجحت ....نجحت ...أردت فقط أن أري تلك النظره " .....
النظره الأخيره .............




سرحت فى تلك الموسيقى المتصاعده من الصندوق ...تلك الموسيقى التى طالما أسحرتها أشعرتها بإرتياح...لقد...لقد.. أدركت شيئا اليوم ....
لم يكن وحده غائب عن الوعي ...فهي ايضا غائبه عن وعيها ..عالمها ...حياتها ...ولكن باختيارها .....حاولت فى تلك القصص ان تجد مخرج .....نافذه تستعيد منها الوعي
......
كم تمنت ان تحب عملها ....أن يشرق مستقبلها ....كم تمنت أن يعود إليها ...كم تمنت وجود أبيها ...أو تخبره فقط بنجاحها ....
أخذت ورقه صغيره " أتمنى أن تستقيظ يوما وتعلم إنى كنت بجوارك ....لا أعلم من أنت ..ولكن أتمنى أن تعلم من أنت ...تلك الاوراق...تلك المواقف ...شخصيات فى الحياه ..لعلك تأخذ فكره عن معنى الحياه .."

وضعت الورقه فى الصندوق مع الاوراق الاخرى ...إستمعت مره أخيره لتلك الموسيقى ...أغمضت عيناها ...شعرت بتلك الانغام تأخدها لأعلى ...تعطيها جناحين...تتصاعد. ...ولكنهم... جناحين من ورق .....


أتتذكر....تلك الصور....تلك القصص....تلك الذكريات ...أم إنها مازالت فى ذلك الصندوق الخشبي!!!...




تمت
10\1\2009
بقلم : صفاء طه

الأربعاء، 7 يناير 2009

حياه ولكن ماتت!!!!


تجلس فى شرفه منزلها تنتظر المكالمه , تلك المكالمه التى تحترق شوقا من اجلها كل يوم بل كل ثانيه.
تطالع القمر وتلمس النجوم وتقول: اخيرا لقد حدث لقد دق قلبى يااااه اين كان هذا المسمى بالحب؟!! اين؟!! لقد انتظرنه طويلا ..لقد ظننت انى قلبى قد مات...
قاطعها صوت جرس التليفون ومعه دق قلبها بعنف فهو الذى يتصل الذى احببته الذى اعطته كل شئ تملكه هى بدونه لاشئ ..لاشئ.
.... الو_
يارا حبيبتى _
........._
!!
امازلتى تخجلين منى _
...
نعم _
_يارا .. اريد ان اخبرك بإنك كنتِ كل شئ فى حياتى انتِ اجمل فتاه عرفتها..فأنت مثل الملاك ..لا يخطأ..لا يعرف إلا الحب......
ولكن هى لم تستمع إلى هذا كله فبمجرد ان سمعت كنتِ دق قلبها بعنف ولكن ليس من الحب ... من الخوف.
وخرجت منها الكلمات بالرغم منها تتراقص فوق شفتيها فهى لا تريد الخروج كنتِ !!
.اّسف يا يارا ولكنى لن استطيع ان استمر _
!!!
لماذا ؟_
انتِ. لن استطيع ان اخبرك ولكن اؤكد لك اننى السبب وليس _
...
اظلمت الدنيا امامها وشعرت بأنها تسقط فى بئر عميق ليس له اّخر
_لماذا ؟!! لماذا ؟ّ!! بعد كل شئ ....لقد اعطيتك قلبى وهل تدرك ما معنى القلب ؟... لقد اعطيتك روحى عقلى.. كل شئ .. لقد ظننت انك صائنى ..حافظى ..ولكنى لا افهم ..لقد ..لقد احببتك..
...
اّسف_

أُغلق الخط وهى لاتدرى ماذا يحدث لو لماذا وقالت لعلى احلم لعله كابوس مفزع سأذهب للنوم لعلى غدا استيقظ منه وادرك ان شيئا لم يحدث.
.....ظلت فى غرفتها لا تخرج لا تاكل ولكنها فقط ...تبكى
لم تدرك الام ما علتها او ماذا اصابها فاتصلت بصديقتها لتخرجها من الذى اصابها وعندما اتت صديقتها ارتمت فى حضنها وبكت بشده وقالت لها كلمه واحده: لماذا ؟!!
قررت الام ان تأخذها ويسافروا عند خالتها فى الاسكندريه لعل تغيير المكان يفيدها وخاصه انها فى اجازه من الدراسه الان.
ذهبت ولم يتغير اى شئ وكانت كل يوم تذهب للشاطئ تشاهد غروب الشمس وتعود
وكان هناك على جانب شاطئ شاب يجلس ليصفى ذهنه كل يوم من كل شئ ويستمتع بالطبيعه الرائعه التى امامه.
ولكن فى يوم تغيرت ملامح الصوره التى يشاهدها كل يوم ..رأى ملاك باكى يضيف للصوره شكلا خاص...لم يعرف ماهو!..على الارض
تابعها كل يوم تأتى وقت الغروب ثم ترحل. كل يوم كانت تأخذ من فكره مكانا
ما بها ؟!!...لماذا هذا الحزن المرتسم على وجهها ؟!!! ...لماذا تأتى وقت الغروب فقط ؟!!!
_سأذهب لها ..نعم..يجب ان اعرف ..ينتابنى شعور غريب لا اعلم ما بى ..تشجع تشجع.
ذهب إليها وهى وحدها كالعاده
ممكن ان اجلس هنا؟ _
......_
.
انا اّسف لإزعاجك_
ثم رحل فهى لم تجيب انها لم تلتفت اليه ..شعر بخيبه امل كبيره ولا يعلم ما هذا الشعور الذى اصابه.
.
فى اليوم التالى لم ييأس وفعلها مره اخرى ولكنها ايضا لم تجيبه
اليوم الثالث ذهب لها وقال : سأجلس ..لا تجيبى اذا ..هل لى ان اسالك شيئا؟
لماذا تأتى كل يوم تشاهدين غروب الشمس ثم ترحلى ؟
شعر بدهشه شديده عندما سمع صوتها لاول مره
_الشمس هى مصدر الدفء...النور...الحركه ..الحياه..ولكن عند غروبها تصبح لا شئ. انا مثل الشمس ولكن ...عند غروبها...
_ حتى عند غروبها تنير القمر ..

ثم تركته ورحلت وهو لا يصدق انها تحدثت معه ويشعر بأن الدنيا قد ابتسمت له ولكنها مجرد ابتسامه وليست ضحكه.
فى اليوم التالى قررأن يفتح مجالا للحديث اكثر ليسألها ما بها... كم كان يتمنى ان يمسح تلك الدموع الغاليه ..ان يجعلها تضحك ولو مره ..او حتى مجرد ابتسامه..ولكنه لم يستطع.
.
انتظرها فى اليوم التالى ..لم تظهر
.
ظل ينتظرها كل يوم لعلها تظهر ولكن ..بدون فائده
شعر بحزن عميق فهو لا يعلم عنها اى شئ غير اسمها وهى ايضا ولكن ماذا سيفعل
.
قرر ان يبحث عنها فى المناطق المجاوره ولكن لم يعثر عليها تماما
وكان موعد رجوعه للقاهره قد حان فلم يستطع ان يفعل شيئا اكثر من ذلك
اما هى فرحلت الى القاهره ايضا لتباشر السنه الدراسيه الجديده
فى طريقها الى العوده تمنت ان تودعه اولا لقد شعرت ناحيته بشئ ما ولكنها تذكرت جرحها ولم تستطع مره اخرى ان تفتح قلبها ان تعطى لاى احد اى ....شئ بعد الاّن فلقد اصبحت جرداء بلا حياه
عادت الى جامعتها واستقبلها صديقاتها بمرح محاولين ان يخروجها من الذى اصابها.
ولكن كانت هى تبتسم لهم مجامله لا اكثر من ذلك وفى اول محاضره لهم جلسوا جميعا فى اول صف ينتظرون الدكتور
.
ولكن هى لم تهتم وكانت سارحه فى عالمها الخاص من اّلام
وفجأه استيقظت من هذا العالم على صوت صديقتها وهى تقول : يارا ..يارا..انظرى!!
فالتفتت الى مكان الدكتور وصعقت فكان هو ..نعم هو ...الشاب الذى تركته هناك بلا وداع ..لم تستوعب الامر فى البدايه ولكه كان ينظرإليها هى فقط وكأن الدنيا اظلمت وهى وحدها المنيره فيها....
وانتبه جميع الطلبه لهذا الامر فشعرت بإحراج شديد وتمنت ان يكف عن ذلك
ولكنه لم يستطع كان الامر خارجا عن ارادته فبعد ان فقد الامل فى العثور عليها
... ها هى الاّن امامه..بوجها الملائكى ..بعيونها الحزينه
وبعد فتره قصيره خرج من شروده واستكمل الشرح
..
وعند نهايه المحاضره خرج جميع الطلبه وعند خروجها
يارا ...يارا _
..
انا _
.
أتى اليها مسرعا ولا يعلم ماذا اصاب قلبه
.
انا فى غايه السعاده ان الدكتور مرض اليوم وانى حللت مكانه_
!!
ماذا ؟_
.نعم لقد اعطانى الفرصه ان اراكى _
شعرت بخجل شديد وشعرت ان قلبها عاود للدق مره اخرى ولكنها اوقفته و
.
قالت له: يجب ان اذهب الاّن
وخرجت مسرعه ولم تعطه الفرصه لكلمه اخرى
فى اليوم التالى انتظرها حتى تنتهى من جميع محاضراتها وقرر ان يتحدث معها جديا لأنه اعترف أنها هى التى يبحث عنها ... هى الفتاه التى يحبها قلبه ..نعم يحبها...
.
جلس معها وهو يشعر ان قلبه يكاد ان يتوقف من السعاده
يارا يجب ان اخبرك شئ _
ما هو؟_
. انا ..انا احبك_
ماذا؟ تحبنى ؟_
نعم احبك واحب كل شئ فيكِ حتى نظره عينيكِ الحزينه..كلامك ..اعمالك _
مر امامها شريط ذكريات قصتها الاولى شعرت بالدنيا تدور وتدور...
لقد اغلقته للابد....ولكنها هنا استجمعت شجاعتها وقالت: انا اسفه لا استطيع
ورحلت مسرعه الى الخارج وهو لا يفهم شئ ولكنه قرر ان يلحق بها
.
يارا يارا ..ارجوكى انتظرى_
ولكن لم تستطع فلقد كان الامر اكبر منها لم تلتفت له لم تنظر اليه...
وفجأه سمعت صوت فرامل سياره وشعرت بأن جزء منها ينهار بل كيانها كله
التفتت الى الوراء ..لترى ان حياتها قد انتهت ان قلبها قد مات تحت إطار السياره.
لقد مات... نعم مات ...مات وّاخر شئ كان يتمناه هو حبها ..حبها فقط
كم تقسو علينا هذه الدنيا ...تمنت ولو ان يعود للحظه لتحقق له ما يريد ...ولكن رحل ...


فتحت امها باب الغرفه لتراها فوجدتها نائمه ....تحاول ان تلاقاه ...تحدثه ...او تراه مجرد طيف من بعيد..تنام كل يوم اٌمله ان يراودها فى احد احلامها

ولكن هل سيعود اليها ....ام انها قصه وانتهت ..