الأربعاء، 7 يناير 2009

حياه ولكن ماتت!!!!


تجلس فى شرفه منزلها تنتظر المكالمه , تلك المكالمه التى تحترق شوقا من اجلها كل يوم بل كل ثانيه.
تطالع القمر وتلمس النجوم وتقول: اخيرا لقد حدث لقد دق قلبى يااااه اين كان هذا المسمى بالحب؟!! اين؟!! لقد انتظرنه طويلا ..لقد ظننت انى قلبى قد مات...
قاطعها صوت جرس التليفون ومعه دق قلبها بعنف فهو الذى يتصل الذى احببته الذى اعطته كل شئ تملكه هى بدونه لاشئ ..لاشئ.
.... الو_
يارا حبيبتى _
........._
!!
امازلتى تخجلين منى _
...
نعم _
_يارا .. اريد ان اخبرك بإنك كنتِ كل شئ فى حياتى انتِ اجمل فتاه عرفتها..فأنت مثل الملاك ..لا يخطأ..لا يعرف إلا الحب......
ولكن هى لم تستمع إلى هذا كله فبمجرد ان سمعت كنتِ دق قلبها بعنف ولكن ليس من الحب ... من الخوف.
وخرجت منها الكلمات بالرغم منها تتراقص فوق شفتيها فهى لا تريد الخروج كنتِ !!
.اّسف يا يارا ولكنى لن استطيع ان استمر _
!!!
لماذا ؟_
انتِ. لن استطيع ان اخبرك ولكن اؤكد لك اننى السبب وليس _
...
اظلمت الدنيا امامها وشعرت بأنها تسقط فى بئر عميق ليس له اّخر
_لماذا ؟!! لماذا ؟ّ!! بعد كل شئ ....لقد اعطيتك قلبى وهل تدرك ما معنى القلب ؟... لقد اعطيتك روحى عقلى.. كل شئ .. لقد ظننت انك صائنى ..حافظى ..ولكنى لا افهم ..لقد ..لقد احببتك..
...
اّسف_

أُغلق الخط وهى لاتدرى ماذا يحدث لو لماذا وقالت لعلى احلم لعله كابوس مفزع سأذهب للنوم لعلى غدا استيقظ منه وادرك ان شيئا لم يحدث.
.....ظلت فى غرفتها لا تخرج لا تاكل ولكنها فقط ...تبكى
لم تدرك الام ما علتها او ماذا اصابها فاتصلت بصديقتها لتخرجها من الذى اصابها وعندما اتت صديقتها ارتمت فى حضنها وبكت بشده وقالت لها كلمه واحده: لماذا ؟!!
قررت الام ان تأخذها ويسافروا عند خالتها فى الاسكندريه لعل تغيير المكان يفيدها وخاصه انها فى اجازه من الدراسه الان.
ذهبت ولم يتغير اى شئ وكانت كل يوم تذهب للشاطئ تشاهد غروب الشمس وتعود
وكان هناك على جانب شاطئ شاب يجلس ليصفى ذهنه كل يوم من كل شئ ويستمتع بالطبيعه الرائعه التى امامه.
ولكن فى يوم تغيرت ملامح الصوره التى يشاهدها كل يوم ..رأى ملاك باكى يضيف للصوره شكلا خاص...لم يعرف ماهو!..على الارض
تابعها كل يوم تأتى وقت الغروب ثم ترحل. كل يوم كانت تأخذ من فكره مكانا
ما بها ؟!!...لماذا هذا الحزن المرتسم على وجهها ؟!!! ...لماذا تأتى وقت الغروب فقط ؟!!!
_سأذهب لها ..نعم..يجب ان اعرف ..ينتابنى شعور غريب لا اعلم ما بى ..تشجع تشجع.
ذهب إليها وهى وحدها كالعاده
ممكن ان اجلس هنا؟ _
......_
.
انا اّسف لإزعاجك_
ثم رحل فهى لم تجيب انها لم تلتفت اليه ..شعر بخيبه امل كبيره ولا يعلم ما هذا الشعور الذى اصابه.
.
فى اليوم التالى لم ييأس وفعلها مره اخرى ولكنها ايضا لم تجيبه
اليوم الثالث ذهب لها وقال : سأجلس ..لا تجيبى اذا ..هل لى ان اسالك شيئا؟
لماذا تأتى كل يوم تشاهدين غروب الشمس ثم ترحلى ؟
شعر بدهشه شديده عندما سمع صوتها لاول مره
_الشمس هى مصدر الدفء...النور...الحركه ..الحياه..ولكن عند غروبها تصبح لا شئ. انا مثل الشمس ولكن ...عند غروبها...
_ حتى عند غروبها تنير القمر ..

ثم تركته ورحلت وهو لا يصدق انها تحدثت معه ويشعر بأن الدنيا قد ابتسمت له ولكنها مجرد ابتسامه وليست ضحكه.
فى اليوم التالى قررأن يفتح مجالا للحديث اكثر ليسألها ما بها... كم كان يتمنى ان يمسح تلك الدموع الغاليه ..ان يجعلها تضحك ولو مره ..او حتى مجرد ابتسامه..ولكنه لم يستطع.
.
انتظرها فى اليوم التالى ..لم تظهر
.
ظل ينتظرها كل يوم لعلها تظهر ولكن ..بدون فائده
شعر بحزن عميق فهو لا يعلم عنها اى شئ غير اسمها وهى ايضا ولكن ماذا سيفعل
.
قرر ان يبحث عنها فى المناطق المجاوره ولكن لم يعثر عليها تماما
وكان موعد رجوعه للقاهره قد حان فلم يستطع ان يفعل شيئا اكثر من ذلك
اما هى فرحلت الى القاهره ايضا لتباشر السنه الدراسيه الجديده
فى طريقها الى العوده تمنت ان تودعه اولا لقد شعرت ناحيته بشئ ما ولكنها تذكرت جرحها ولم تستطع مره اخرى ان تفتح قلبها ان تعطى لاى احد اى ....شئ بعد الاّن فلقد اصبحت جرداء بلا حياه
عادت الى جامعتها واستقبلها صديقاتها بمرح محاولين ان يخروجها من الذى اصابها.
ولكن كانت هى تبتسم لهم مجامله لا اكثر من ذلك وفى اول محاضره لهم جلسوا جميعا فى اول صف ينتظرون الدكتور
.
ولكن هى لم تهتم وكانت سارحه فى عالمها الخاص من اّلام
وفجأه استيقظت من هذا العالم على صوت صديقتها وهى تقول : يارا ..يارا..انظرى!!
فالتفتت الى مكان الدكتور وصعقت فكان هو ..نعم هو ...الشاب الذى تركته هناك بلا وداع ..لم تستوعب الامر فى البدايه ولكه كان ينظرإليها هى فقط وكأن الدنيا اظلمت وهى وحدها المنيره فيها....
وانتبه جميع الطلبه لهذا الامر فشعرت بإحراج شديد وتمنت ان يكف عن ذلك
ولكنه لم يستطع كان الامر خارجا عن ارادته فبعد ان فقد الامل فى العثور عليها
... ها هى الاّن امامه..بوجها الملائكى ..بعيونها الحزينه
وبعد فتره قصيره خرج من شروده واستكمل الشرح
..
وعند نهايه المحاضره خرج جميع الطلبه وعند خروجها
يارا ...يارا _
..
انا _
.
أتى اليها مسرعا ولا يعلم ماذا اصاب قلبه
.
انا فى غايه السعاده ان الدكتور مرض اليوم وانى حللت مكانه_
!!
ماذا ؟_
.نعم لقد اعطانى الفرصه ان اراكى _
شعرت بخجل شديد وشعرت ان قلبها عاود للدق مره اخرى ولكنها اوقفته و
.
قالت له: يجب ان اذهب الاّن
وخرجت مسرعه ولم تعطه الفرصه لكلمه اخرى
فى اليوم التالى انتظرها حتى تنتهى من جميع محاضراتها وقرر ان يتحدث معها جديا لأنه اعترف أنها هى التى يبحث عنها ... هى الفتاه التى يحبها قلبه ..نعم يحبها...
.
جلس معها وهو يشعر ان قلبه يكاد ان يتوقف من السعاده
يارا يجب ان اخبرك شئ _
ما هو؟_
. انا ..انا احبك_
ماذا؟ تحبنى ؟_
نعم احبك واحب كل شئ فيكِ حتى نظره عينيكِ الحزينه..كلامك ..اعمالك _
مر امامها شريط ذكريات قصتها الاولى شعرت بالدنيا تدور وتدور...
لقد اغلقته للابد....ولكنها هنا استجمعت شجاعتها وقالت: انا اسفه لا استطيع
ورحلت مسرعه الى الخارج وهو لا يفهم شئ ولكنه قرر ان يلحق بها
.
يارا يارا ..ارجوكى انتظرى_
ولكن لم تستطع فلقد كان الامر اكبر منها لم تلتفت له لم تنظر اليه...
وفجأه سمعت صوت فرامل سياره وشعرت بأن جزء منها ينهار بل كيانها كله
التفتت الى الوراء ..لترى ان حياتها قد انتهت ان قلبها قد مات تحت إطار السياره.
لقد مات... نعم مات ...مات وّاخر شئ كان يتمناه هو حبها ..حبها فقط
كم تقسو علينا هذه الدنيا ...تمنت ولو ان يعود للحظه لتحقق له ما يريد ...ولكن رحل ...


فتحت امها باب الغرفه لتراها فوجدتها نائمه ....تحاول ان تلاقاه ...تحدثه ...او تراه مجرد طيف من بعيد..تنام كل يوم اٌمله ان يراودها فى احد احلامها

ولكن هل سيعود اليها ....ام انها قصه وانتهت ..

0 التعليقات: